السيد نوري الجراح، مدير مؤسسة ارتياد الآفاق
حضرات السيدات والسادة الأفاضل
أيها الحضور الكريم
يطيب لي، باسم وزارة الثقافة والاتصال، أن أنوّهَ بهذا الحفل التكريمي المتميّزِ المُقام على شرف الأسماء المحترَمةِ الفائزةِ بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة برسم دورة 2017-2018، التي ينظمُها مشكوراً المركز العربي للأدب الجغرافي، وهي الأسماءُ التي أهنئها على نَيلها هذه الجائزة المتميزة، متمنيا لها مزيداً من التألقِ والإنتاجية الرصينةِ التي تُثري الخزانةَ العربية بهذا الصِّنف الحيوي من الأدبِ الذي يوثقُ الجغرافيات الإنسانية والطبيعية والثقافية ويمدُّ جسوراً حوارية هامّة بين الحضارات.
لقد قطعتْ هذه الجائزة، التي تحملُ اسمَ الرحالةِ المغربي الشهير محمد بن عبد الله اللَّواتي المعروف بابن بطوطة، الذي تحلّ في شهر فبراير هذا ذكرى ميلاده منذ أكثر من سبعة قرون، مساراً غَنيّاً منذ إحداثها سنة 2003 من طرف المركز العربي للأدب الجغرافي، حيث راكمتْ ذخيرةً مهمّةً من الأعمال المتوَّجَة بها، وهي الأعمالُ التي أغْنتْ أدبَ الرحلة كتابةً وبحثاً وتحقيقاً، ووضعتْ بين أيدي الدارسين وعمومِ القرّاء ثرواتٍ من المعلومات والتفاصيلِ الاجتماعية والثقافية والجغرافية الخاصة ببلدانٍ قد لا تُسنحُ فرصةُ زيارتها للباحث أو القارئ. كما تُعتبر هذه الجائزة تحفيزاً للأجيال الجديدة لارتياد آفاق الكتابة الموثِّقة للأسفار والمشاهداتِ بعينٍ ذكية وذاكرةٍ يَقظة وفكرٍ يُعرف كيف يتوجّه إلى ما وراء التفاصيل حتى لا يسقطَ في فخ التقريرية الفجّة.
ولا شكّ في أنّ من شأن معرض الكتاب الخاص بمنشورات مشروع ارتياد الآفاق والندوتين المبرمجتين في موضوع الرحلة أن تقدمَ إضاءات حول القيمةِ الثقافية والحضارية لهذا المشروع الجميل الذي تظلُّ وزارة الثقافة والاتصال معتزّةً باستضافةِ حفل توزيع جائزته ضمن الفعاليات الثقافيــة لدورات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء.
هنيئاً مرّة أخرى للأسماء الفائزة بجائزة ابن بطوطة، وهنيئاً للمركز العربي للأدب الجغرافي بهذا المسار الناجح والمتميّز.
وشكراً لكم.